الأربعاء، ٥ يونيو ٢٠١٣
مشاعر ذكية .. مشاعر غبية .. مشاعر زوجية !!
تظل بيوتنا تشكو الانفعالات و ما يصاحبها من
زلات و أخطاء تتكرر مرة تلو المرة في كل
بيت .. و نظل نبحث عن طريقة للتحكم و ترويض المارد الغاضب و كلماته الجارحة و
سلوكياته المستفزة و التصعيد الغير مفهوم .. حتى أننا حين نسأل زوجين غاضبين لا
يريا حلا ممكنا لخلافاتهما "ما المشكلة ؟" .. فإننا لا نجد عمقا حقيقيا
و لكن المشكلة تدور و تذهب في .. قال و
قالت .. و فعل و فعلت من تصرفات صغيرة .. ربما كثيرة و متراكمة و لكنها لا تصنع تلك
الفجوة التي حدثت بالفعل !!
إذن السؤال هو ما الذي يحدث لنجد أنفسنا
كثيرا عند نقطة ..
"حياتي تعيسة .. و لا أمل"
"لا أستطيع التغيير "
"هو لن يتغير أبدا "
الغلاف الخارجي
إن سلوكنا و آداءاتنا تمثل الغلاف الخارجي و
الحركي لمشاعرنا و أفكارنا .. و إننا إذ
نحاول تغيير السلوك وحده دون تغيير مشاعرنا و أفكارنا من قيم و معتقدات و أحكام
متعلقة بالآخرين فكأننا نحاول سد اندفاع المياه عن طريق الضغط على فتحة خروجه
بأيدينا و توقع أن يتوقف الماء عن الضخ !!!
و لأنه لابد أننا سنضطر لإزالة أيدينا و
الرضوخ لضخ الماء أو سنصمد ثم نفاجأ بانهيار جزء من مصدر الماء نفسه تحت وطأة الضخ
المستمر و سوء التعامل معه .. فلابد لنا من التعامل مع مشاعرنا و أفكارنا أولا
تذكروا التغيير لن يتم حتى نتعلم كيف نفكر و
نتعامل مع مشاعرنا كلها
إننا حين نتعامل مع مشاعرنا فإننا نميل إلى
إحدى هذه الطرق الأربعة التي ذكرها روبنز في كتابه "أيقظ قواك الخفية"
1.
التجنب :
فنتجنب العواطف المؤلمة مثل الاحباط (عن طريق عدم المحاولة أصلا مثلا)
ولكننا لن نستطيع تجنب المشاعر القوية والأفضل معرفة كيف تتوصل إلى المعنى
الإيجابي الخفي في تلك المشاعر
2.
النفي
: هو محاولة إنكار العواطف التي يحسها الشخص ويتظاهر بعكسها أو الاستخفاف بها "أنا لا أشعر بالسوء لهذه الدرجة..
أنا بخير "
3.
المنافسة
: هو الانغماس في تلك المشاعر و مقارنتها بالآخرين
4.
التعلم
والاستخدام : وهي الطريقة الناجحة إذ لا يمكن الهروب من
العواطف أو إنكارها أو جعلها تتحكم فينا بل يجب أن نفهمها ونستخدمها للتوصل إلى
نتائج تحقق نوعية أفضل من الحياة
هل نسأل أنفسنا .. كيف أشعر ؟ .. لماذا أشعر
بذلك ؟ .. هل اريد و هل يمكنني تغيير مشاعري السلبية ؟ .. كيف ؟
أفكارك تصنع مشاعرك !
طبقا لنظرية لازوروس فإن المشاعر لا تكون إلا
بعد فكرة .. فمثلا حين تمشي ليلا وحدك في مكان
موحش و مظلم ثم تسمع صوتا يبدو أنه خلفك فإنك تفكر "لابد أنه لص !! "
هنا فقط ستبدأ بالخوف و ستجد اضطرابا في معدتك و سرعة في ضربات قلبك !! إن الفكرة
هي التي تثير المشاعر أيا ما كانت.
إننا نستطيع أن نغير مشاعرنا بشكل كبير جدا إن أحسنا التفكير ..
في القضايا الكبرى في حياتنا لن يمكننا ذلك من فكرة واحدة و لكن علينا تعلم تغيير نمط أفكارنا كله ..
إن هناك الكثيرين منا الذين يحبون التفكير بنمط الضحية المظلوم و هؤلاء غالبا ما يكونون أتعسنا على الإطلاق .. لأن طريقة تفكيرهم تجعلهم دائما في ركن المفعول به لا الفاعل .. فيعجزون عن تجاوز أغلب ظروفهم و النجاح فيها .. لأنهم هكذا يفكرون
و هكذا يشعرون " أنا مظلوم أنا ضحية أنا عاجز "
امسك مشاعر غبية !!
لا توجد حقيقة مشاعر ذكية و أخرى غبية .. و
لا مشاعر مقبولة و أخرى مرفوضة .. إنه من أحق حقوقنا أن نشعر بما نريد وقتما نريد و
لكن دعونا نقول أن المشاعر التي نستطيع أن نطلق عليها مشاعر غبية هي تلك التي نصر
على أن نعيش فيها و لا نحسن التعامل معها و نظل ندور في فلكها رغم أثرها السلبي
على كل جوانب حياتنا .. إن المشاعر السلبية هي تلك التي تبدأ بفكرة حزينة أو سلبية و نستسلم نحن لها و نقرها .. ثم نحيا
في شباكها !
إن التعامل مع المشاعر السلبية سيبدأ كما
اتفقنا بالتعامل مع الأفكار التي تصنعها .. فعلينا أن نصطاد الأفكار السلبية حالما
تحاول البزوغ إالى السطح و حين نفعل فإننا لن نرفضها و لكننا سنبحث عن
·
كيف أشعر بالضبط ؟ فإن القدرة على تمييز مشاعرنا و
أفكارنا و تحليلها هي الخطوة الأم في التعامل معها
·
الأسباب الحقيقية أو الخفية خلف هذه الفكرة و المشاعر
التابعة لها
·
تبسيط الفكرة :
حين كسرت إحدى أمهات المؤمنين قصعة
الطعام التي أرسلتها أخرى
فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فلق الصحفة ثم جعل يجمع
فيها الطعام الذي كان في الصحفة ،
ويقول : ( غارت أمكم )
ثم حبس الخادم حتى أتي بصحفة من عند التي هو في بيتها ،
فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كُسرت صحفتها ، وأمسك المكسورة في بيت التي كَسَرَت
.
لقد بسط النبي ما حدث و تعامل معه في صورته
الحقيقية و لم ينتقل إلى " هذا عدم احترام لي " .. " لقد اعتدت منك
على هذه التصرفات"
فبدلا من التفكير في (( إنه لا يهتم )) سأفكر
(( نسي شيئا مهما عندي .. أنا أنسى أحيانا أيضا ))
·
عدم القفز للاستنتاجات مهما بدت منطقية
·
التشكيك في السئ (( ربما قصدت أمرا آخر .. ألا يمكن أن
تكون فقط عنت أن .....ألا يمكن أن أكون أنا مضغوط جدا لدرجة أني يصعب على رؤية
الزاوية الأخرى))
·
قبول بعض الواقع و التعامل معه بحكمه لا إحباط و
الاستفادة القصوى منه
·
استدعاء الأفكار البديلة أو الجميلة في نفس الموضوع مثل
" لماذا استجب لما يثيرني ؟ ليس معنى انه لا يهتم أني غير مهمة بل العكس ؟
لقد فعل لي كذا من قبل و هذا يدل على خطأ ظني تماما ...
·
و التفكير في توابع الأفكار السلبية و الإيجابية علينا و
كيف أن كلا منهما يضع خريطة لطريق مختلف تماما
سماء .. أخضر .. نعمة
ليس فقط أن نحسن
التعامل مع الأفكار السلبية و المشاعر السلبية و لكن علينا أن نعتاد ثقافة التفكير
المرح و الإيجابي .. من منا يجلس كل بضع ساعات فيتأمل في السماء و يذكر نفسه
بذكريات جميلة مرت عليه
أتدرون ؟ بعضنا
الآن سيفكر " و من أين لنا بذكريات سعيدة؟"
و أنا أذكر نفسي و
إياكم أنها كثيرة و لكننا ينبغي أن نعايش التعاسة لأنها متناسبة مع أفكارنا و
مشاعرنا السلبية التي لا نريد التخلي عنها ثم نعود و نشكو الطرف الآخر (النكدي) !!
علينا أن نبحث
داخلنا عن الجمال و السعادة و الرضا .. سيساعدنا كثيرا التامل في جمال خلقه عز و
جل و استرجاع الذكريات الطيبة و تعداد النعم .. كما النظر لأصحاب الابتلاءات الاشد
و فاقدي الأشياء و خاصة الإيمان و الإسلام و القرآن .
استيقظ
إن أوضاع أجسادنا تؤثر بشكل كبير على مشاعرنا
.. إن الذي سيجلس واضعا كلتا يديه على خديه لفترة حتما سيشعر بعدها بازدياد في
مشاعره السلبية .. كما أن الذي سيتعمد البشاشة و الابتسام سيتأثر حتما بشكل إيجابي
، و لئن كانت أوضاع أجسادنا لا تصنع مشاعرنا و لكنها حتما كالملح للطعام
لقد قال سيدنا عمر بن الخطاب للرجل الذي كان
متماوت المشية "لا تمت علينا ديننا، أماتك الله " .. و من حسن الوضع
استقامة الظهر و الكتفين و حسن الجلسة و بعد اليدين عن الوجه و البشاشة و نشاط
الحركة و نظافة الجسم و ما حوله .. كما راحة ما يقع عليه النظر .
الاعتدال في تناول الطعام و التوازن فيه و
تنوعه .. كما الاعتدال في النوم و مواعيده و عدد ساعات النوم أمر مهم للغاية
·
استعن بتغيير وضع الجسم و ما حوله للمساعدة في تجاوز بعض
الأفكار و المشاعر كما في الحديث "إذا غضب أحدُكم
وهو قائمٌ فلْيَجْلِسْ ، فإن ذهب عنه الغضبُ وإلا
فليضطجِعْ"
خطوات مهمة :
·
القرآن : التزام قراءته يوميا و على مدار اليوم كله و
التمسك به شفاءا لما في الصدور له أثر لن يصنعه سواه
·
صحبة المرحين و المتفائلين و أصحاب الأفكار القوية و
السعيدة
·
قراءة الأذكار يوميا بروية مع التركيز و التأمل في
الطبيعة مثلا و لو تأمل السماء من شرفة المنزل
·
استخدم الكلمات (داخليا و خارجيا ) التي تحسن مشاعرك وتعينك
على حسن التعامل معها
·
خذ دقيقتين قبل أن تستجيب
·
راقب تطور أفكارك و مشاعرك كلهاباستمرار
·
تنفس بعمق و راقب جسدك
·
اكتب المذكرات و استخدمها للتعبير عن المشاعر و مراقبتها كلها و بالتالي التعلم منها
و التحسن معها
·
اعتن بنفسك ..
·
اهتم بعلاقاتك كلها .. مثلا :ارفع سماعة الهاتف و اتصل
بالأصدقاء القدامى
·
اكسر رتابة حياتك كما تسلسل الأفكار السلبية
·
حدث نفسك بإيجابية دائما .. نستطيع .. أحب .. سيكون كل
شئ أفضل .. كم من الظروف كانت أسوأ لآخرين و تجاوزوها .. أمتلك الكثير جدا من
مقومات السعادة الحقيقية
بقلم : أسماء صقر
الثلاثاء، ٤ يونيو ٢٠١٣
هكذا فلنعاقب أبناءنا
بقلم: أسماء صقر
العقوبة إحدى أكثر الوسائل التربوية إثارة للجدل والاختلافات، وهي أخطرها إن لم يتم تناولها بحكمة وعدل ورؤية واضحة للهدف منه ومتى يستخدم؟ وكيف؟.
- أن يدرك الطفل أن للسلوك الخاطئ عواقب.
- أن يتوقف عن أي فعل سيئ ومتكرر.
- أن يلتزم بالاتفاقات والقواعد التي لم يلتزم بها.
تلك أهداف العقوبة التربوية وما يجب أن تسفر عنه، وإن أقدمنا على عقاب ما لم يكن هدفه أحد تلك الأهداف فلنسمها باسمها الحقيقي.. انتقام أو ثورة غضب..
عند استخدامنا للعقوبة كأسلوب تربوي حال عدم جدوى كل الأساليب الأخرى من تحفيز ومشاركة وتعليم وإقناع وغيرها من الوسائل، فعلينا أن نفكر كيف تؤثر العقوبات على أبنائنا؟ وكيف يشعرون بعدها؟ وهل ستؤتي ثمارها فعلاً..؟
شروط العقوبة
علينا كذلك إن عاقبنا أبناءنا أن ننتقي العقوبة التي:
1- ستؤدي في النهاية إلى تحسن في السلوك وليس تدهورًا فيه.
2- تكون من جنس العمل.. فمثلاً منع الكلام وخصامه لمدة لا تزيد عن دقائق حال إساءته للكلام، عزله في غرفة منفصلة لدقائق حال ضرب أخيه.
3- لا تؤذي بدنيًّا ولا نفسيًّا.
4- المغلفة بالحب.. نعم الحب.. فيظل يعلم ويتأكد حتى وهو معاقب أنها محبوب، وأننا نحزن حين نعاقبه ولكنه أخطأ.
5- نبتعد فيها عن نقد شخصه ولكن ننقد الفعل الذي فعل فنقول: "لقد كان هذا الفعل سيئًا جدًّا" ولا نقول "أنت سيئ".
6- تكون محددة بوقت أو فعل.. مثلاً: "لن تشاهد التلفاز لمدة يومين" أو"لن تجلس على الكمبيوتر حتى تنهي ما اتفقنا عليه سابقًا".. إن تحديدها بوقت يجعلها أكثر أثرًا وحسمًا وواقعية.
7- تكون واضحة الأسباب ومعللة، مثلاً: "سيقل مصروفك قرشين كل يوم لمدة 100 يوم؛ لتعوض صديقك عن أشيائه التي كسرتها".
عقوبة لا غضب
إن إحدى المشكلات الرئيسية التي تواجهنا ونحن نربي أبناءنا.. أننا نعاقبهم ونحن غاضبون منهم لا مربين لهم.. فحتى ولو كانت العقوبة عادلة ومكافئة فإننا نبدو أمام أبنائنا منفعلين مندفعين لا عاقلين عادلين.. وغالبًا ما لا نعاقب في هذه الحالة إلا بالدفع أو الضرب أو بالشتم والدعاء، أو على أفضل مستوى بالصوت المدوي الذي لا يسمح لهم بالتعلم من الخطأ ولا لنا بسماع تبريرهم ومناقشتهم.
إن العقوبة الغاضبة تترك الأبناء وهم شاعرون بالظلم، وتتركنا ونحن نعاني الإحساس بالذنب والقسوة، ولذا فهي تخرج من عباءة العقوبة إلى درع المصادمات، ولئن صلحت في مرحلة الطفولة في تحجيم الأخطاء عن طريق الخوف، فليكن أثرها عكسيًّا تمامًا حال المراهقة.
علينا حين يخطئون أن نقرر أن نكون تربويين لا ردة فعل.. نأخذ نفسًا عميقًا.. نطلب من الطفل أن يذهب فورًا إلى غرفته وينتظرنا أو نتجه نحن إلى مكان آخر حتى يبرد انفعالنا قليلاً.. نعبر بالكلام الهادئ عما حدث ثم نخبره أن يختار عقوبته أو نختارها نحن له كما يستدعي الموقف، وأحيانًا نحتاج فقط إلى أن نتحرك ولا نتكلم.. مثلاً نأخذ اللعبة التي اقتتلوا عليها فنبعدها، ونعلن أن هذه اللعبة لن تستخدم حتى يتعلموا كيف يتفاهمون ويتشاركون.
كذلك علينا ألا نأخذ أفعال أبنائنا على محمل شخصي "يفعلون ذلك لإغاظتي".. "إنهم يقصدون الإيذاء"؛ لأن ذلك ليس صحيحًا على الإطلاق.
دائرة مغلقة
إن الطفل يستيقظ صباحًا ثم تبدأ سلسلة من النداءات ثم وابل من التهديد والعقوبات؛ لأنه تأخر في النوم ونسي كذا وكذا أو رفض طعامًا ما أو احتد في الرد، ثم يذهب إلى المدرسة فتستمر النداءات "اجلس.. توقف.. استمع.. افعل.. لا تفعل"، والعقوبات والتهديد بها حتى يعود ثانية إلى المنزل؛ ليبدأ من جديد مع الواجبات المدرسية والمنزلية ومواعيد النوم واللعب الذي لا يريد سواه ونرفضه تمامًا، رغم أنه فطرته فعلاً، ورفضه للأوامر مشاغبات يراها عادية تنتهي بعقوبات غير عادية، وهكذا حتى النوم.. ونتساءل لم يكن الغد تمامًا كاليوم؟ لم لا تؤثر العقوبات بل أحيانًا يحدث عكس ما كان مرجوًّا من هذه العقوبات؟؟
الإجابة بسيطة.. لأننا التمسنا نفس أسلوب الأمس تمامًا.. فوجدنا نفس رد الفعل.. منطقي أليس كذلك؟
نعاقب ولا جدوى
الشكوى المتكررة لدى كثير من الآباء والأمهات هي أنهم حين يعاقبون أبناءهم، فلا يحدث ذلك فارقًا، ويكون ذلك لأسباب كثيرة ومختلفة منها:
1- أنه اعتادها لكثرة تكرارها.
2- أن الطفل كثيرًا ما لا يفهم ما المشكلة بالضبط.. فيظل يكررها؛ لأنه لا يدرك أين الخطأ فيما يفعل؟؛ لأننا لم نحاول التحاور معه عدة مرات وتوضيح أثر ما يفعل وأهمية أن يغير طريقته.. مثلاً اللعب بأغراض لا تخصه.. هو غالبًا لا يدرك إلا أنها لعبة جديدة، ورغم أنه يتركها حالما نراه لأنه يعلم أننا سنغضب؛ لكنه لا يزال لا يفهم لماذا نغضب؟
3- أننا حين وضحنا له وأفهمناه فعلنا ذلك بالطريقة التي ندركها نحن لا هو.. فتغافلنا أو كسلنا أن نلتمس وسائل طفولية مرحة مناسبة لسنه.
4- أنه ينسى..
5- فطرته وخصائص مرحلته السنية تحتم عليه أن يظل يكرر ذلك.. مثلاً: اللعب المتواصل وترك المذاكرة من أجل اللعب.
6- أنه يعلم أننا سنتراجع ولن ننفذ العقوبة فعلاً قائلين: "حسنًا ولكن لا تفعلها ثانية"، إما لإلحاحه الشديد أو لأننا لا نرغب في إغضابه أو لعدم متابعتنا لتنفيذ العقوبة المقررة.
7- أننا نفصل الخطأ عن العقاب؛ بأن نجعل بينهما مسافة زمنية ولو قصيرة..
8- نعاقب على نفس الفعل مرة ونتغافل مرة.. فنشتت فهم الطفل بطريقة عملية عن مدى صحة هذا الفعل من خطئه.
9- موقف الأم والأب متناقضان بشأن قبول ورفض بعض الأفعال والعقوبة الخاصة بهم، وإن كنَّا سنستخدم الضرب في لحظة ما فلنجعلها في غير انفعال ولأمر يستحق ذلك فعلاً.
الاثنين، ٣ يونيو ٢٠١٣
حلق يا صغيري (التربية بالحرية)
نحاول أن نجنب أبناءنا أن يرتكبوا الأخطاء ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.. نصر على أن يفعل أبناؤنا ما هو الصواب والأفضل.. لا أفضل (كأب/ كأم) النقاش؛ لأنه يدخلنا في دائرة مغلقة من الجدال.. لا نرى داعيًا للمخاطرة بينما يمكنه أن يتعلم من خبراتنا نحن (أمه وأبيه).
إن كنا نوافق على تلك الجمل بشكل كبير؛ فإن لنا أن نبدأ ونقول إن هذا يمثل الثغرة التي نقلل بها مساحات الحرية في حياة أبنائنا.
ولئن كانت الحرية هي: أن تؤمن.. تعتقد.. تفكر كما تحب.. أن تترك لك المساحة لتقول وتفعل ما تريد فيما يخصك.. أن تكوِّن رأيًا وتعبر عنه وأن يحترمه الآخرون، ألا تجد قيودًا تعرقل فكرة لك، ألا يكون الخوف مانعًا أو دافعًا.. وأن يكون كل ذلك في رضا الله، فإن نقصها يمثل الخوف والقيود والتابعية وغير ذلك؛ مما لا نريد أن ننشِّئ عليه هذا الجيل الذي نأمل ألا يرى إلا الحرية والقوة في نفسه.
مناخ
الجو العام للبيت، والمواقف المتتالية للأهل مع أبنائهم، وروح العلاقات وطبيعتها، وألفاظ الحوارات ومجراها، كل ذلك يصنع ما يمكن أن نطلق عليه مناخًا عامًّا للحرية في بيوتنا، ويمكن قياسه ببعض النقاط؛ مثل:
* النقاشات المفتوحة والإجابة عن أغلب أسئلتهم.
* قلة النقد الموجه إلى الأبناء وتحويله إلى أسئلة على شكل "ألا يمكن أن يكون الأفضل أن تفعل هكذا؟"، "فكر مرة أخرى في ذلك وأخبرني!!"، "حين أخبرتك عن ذلك كنت أتمنى أن تستمع إليَّ لأن..".
* السماح لهم بعرض آرائهم مهما كانت غريبة أو حتى مفتعلة أو مقلدة.
* عدم ميل الأبناء لإخفاء الأسرار وما يحيط ذلك من تصرفات؛ مثل الحديث همسًا في الهاتف، وانعدام التحدث مع الأهل في أمورهم الخاصة.
* قدرة الأبناء على التصرف دون الرجوع الدائم للأهل وعدم الخوف من الخطأ.
* شعور الأبناء بحريتهم في التعبير والاختيار.
* تبني وجهة نظرهم لبعض الوقت.. مثلاً الموافقة على أن يشتري الابن ملابس لا تليق به على أن يشتري الأب مثلها ويلبسوهما معًا.. ثم النقاش (سيضحك الابن ولكن الأب سيقول إنه جاد ويصر.. الابن سيقول: ولكن لا يصح.. الأب: لماذا؟.. الابن: كده علشان فرق السن.. الأب: يعني أنا عجوز وإيه يعني؟.. الابن: لا.. لا يمكن.. الأب: لقد تركت لك حرية الاختيار فهلا تركت لي حريتي؟!) إن تقريب الفكرة لأذهان أبنائنا وخاصة المراهقين أمر مهم جدًّا.
ثقافة الاختيار
يدعم مناخ الحرية أن نعوِّد أبناءنا الاختيار من عدة أمور بدلاً عن إلقاء الأوامر إليهم؛ مثلاً أن تسأل الأم صغيرتها: "هل تفضلين أن تساعديني في نشر الغسيل أم في ترتيب المنزل؟"، كذلك بترك الخيار لهم مع توضيح العواقب مثل النزول للمدرسة.. والمذاكرة..
"لا أريد الذهاب للمدرسة"
"سيفوتك الكثير من الدروس"
"لا أريد الذهاب للمدرسة بعد ذلك أصلاً"
"حسنا.. ولكن ماذا تريد أن تصبح حين تكبر؟.. كيف؟.. هناك بعض الناس الذين يتوقفون عن الدراسة مثل.. منهم أناس جيدون جدًا.. ولكن هل تريد أنت ذلك لك؟.. فكر ثم أخبرني.. مع العلم أني سأقبل بقرارك لكنه سيكون بغير رجعة!.. أمامك 5 دقائق لترد عليَّ ثم لن نتكلم عن هذا الأمر ثانية".
حتى ونحن نعلم أبناءنا عن الخلق الحسن علينا أن نريهم الخيارات وصورها وعواقبها من "حب الناس والمشاعر الجيدة وصورة سلبية، أمام أنفسنا قبل أي أحد".
إن إعطاء الخيارات لهم يجب أن يصاحبه بعض الحسم فيها ليعلموا أن الأمر جدي وليتعلموا أن يتفحصوا خياراتهم قبل اختيارها أن يتعاملوا مع الحرية بجدية.
القواعد= مزيدًا من الحرية.
إن القواعد الخاصة بالأسرة تدعم مناخ الحرية في بيتنا!!.. نعم هذا صحيح؛ ذلك أن القواعد التي تصنعها الأسرة لأفرادها مثل مواعيد النوم والخروج وغيرها تترك للأبناء في بقية الحياة مجالاً واسعًا من الحريات والاختيارات دون تدخل؛ شرط أن تكون تلك القواعد محددة وواضحة وعادلة، فكأننا حددنا لهم بعض الأطر التي سيتحركون بما لا يخرقها وهم أحرار فيما عدا ذلك، أما الصورة الأخرى وهي عدم وجود أي قواعد تجعلنا دائمي النقد والجدال حول نفس الأمور؛ ما يجعلهم يشعرون بالتقيد، كالطفل يترك له البيت كله ليمرح فيه ثم يفاجأ بنا نصرخ فيه؛ لأنه دخل الحمام؛ ثم لأنه عبث بالزهرية؛ ثم لأنه أكل فوق السرير مثلاً.. بينما ببساطة كنا أغلقنا هذه الأبواب بالاتفاقات المسبقة.. تلك هي القواعد.
قصة لن تتكرر
الخوف هو الثمن الأول الذي سيدفعه أبناؤنا حين نطغى على حرياتهم.. فيخافون من الخطأ والنقد.. سينشئون على الخوف من المخاطرة، وإيثار السلامة، والسير بجوار الحائط، كما سيعتادون الانقياد وانتظار الرأي من الآخرين، فلا يستطيعون التميز ولا مواجهة الخطأ والفساد، ولا التعبير عما يريدون إن خالف ما يريده من حولهم.. سيخافون أن يخطئوا الإجابة في الفصل، ويخافون أن يخوضوا تجربة جديدة فلربما تفشل!!، وكذلك سيؤذي كثيرًا قدرتهم على الإيجابية والتغيير، كما سيقلل مساحات الإبداع في حياتهم وأعمالهم.
المخالفة ما وجدوا الفرصة هي الثمن الثاني الذي ندفعه.. كمخالفة الإشارة وقواعد المرور حين لا يراه من يحاسبه؛ لذا علينا حتى ونحن نعلمه القواعد والخلق والعبادات أن نجعله يؤديها؛ حبًّا وقناعة لا إجبارًا وكراهة.
إن تلك القصص لا نريد أن نراها مرة أخرى.. لتكن في طيات قصص العبر التي نحكيها كي لا نكرر فعل أصحابها.
درس الحرية الأغلى.. ثمنًا
إن أحد أهم دروس الحرية التي يجب أن نعلمها أبناءنا ونحن نربيهم عليها هو أن لها ثمنًا، وأن ثمنها غالبا ما يكون باهظًا وأحيانًا يكون ثمنها الحياة ذاتها.. فتكون الشهادة هي وسيلة تحقق الحرية، ولكن تعليمه سيبدأ بأمور أبسط من ذلك بكثير.. مثل أنت حر أن تأكل أو لا، ولكن موعد الوجبة التالية ليس إلا بعد 5 ساعات مثلاً أو لك حرية أن تنجز واجباتك المدرسية سريعًا أو لا، ولكنك لن تؤخر موعد النوم، ولن تتلقى مساعدة في الصباح الباكر، كما أنك حر في سرعة وكيفية إنفاق مصروفك، ولكنك لن تتلقى زيادة عليه ما لم تكتسبها كمكافأة أو غيره.
إن أول ثمن للحرية هو تحمل عقبات اختياراتهم.. علينا أن نحدثهم عن ذلك ونشرحه لهم، ونضرب لهم الأمثلة، ونحكي لهم من القصص والمواقف.
حكاية قصص البطولة والشهداء منذ الصغر ستدعم كذلك مبدأ أن للحرية ثمنًا يجب أن يدفع.. فيصبح مفهومًا وواضحًا وضوح الشمس، ويعيشه صغارنا فيفهمون الكثير مما لا يفهمه الكبار ولو بعد عمر طويل.
درس.. سجدة الحرية
إننا عندما نسجد لله عز وجل فيما يمثل قمة الخضوع والذل بوضع الجبهة على الأرض، فإنك سنشعر أنها قمة الحرية؛ لأنك اخترت أن تضعها هكذا، بينما اخترت ألا تخفض رأسك ولو قليلاً تحية أو خجلاً، المسلم.. "يصبح حرًّا يتلقى التصورات والنظم والمناهج والشرائع والقوانين والقيم والموازين من الله وحده، شأنه في هذا شأن كل إنسان آخر مثله، فهو وكل إنسان آخر على حد سواء، كلهم يقفون في مستوى واحد، ويتطلعون إلى سيد واحد، ولا يتخذ بعضهم بعضًا أربابًا من دون الله" كما قال الشهيد سيد قطب رحمه الله.
إن ذلك الدرس أهم دروس الحرية الذي يجب أن يعيشها أبناؤنا.. وحين يعيشونه سيتعلمونه وسيغير حياتهم للأبد.
بقلم: أسماء صقر
الأحد، ٢ يونيو ٢٠١٣
كيف تكوني أكثر إغراءا لزوجك؟
حبيباتي .. لاحظت أن الملتزمات يستحون في الحديث و السؤال عن هذه الأشياء و تظن أن زوجها يكفيه أنها تقية و ملتزمة (أخت)!!! ... هذا أمر غير مقبول في ندائنا .. في النداء نريد أن نكون الأفضل حتى في فن الإغراء .. لا .. لا تفتحن أفواهكن و تقولن لا لا .. هذا كلام معروف لا يجب الحديث و الخوض فيه .. لا.. بل سنتكلم .. و أنتم ستسألون عما تحتاجون .. لئلا تجعلي غير الملتزمات أفضل منك و أكثر إغراءا لزوجها
الفستان الأسود
لا يزال الفستان الاسود القصير الضيق إثارة لا تتوقف و كذلك الشق الجانبي أو الخلفي أو الأمامي فيه و كذلك احرصي علي الكعب العالي حتى لو كنتما متقاربين في الطول فإن لذلك تأثير خاص فيك قبله حركات مقصودة
استقبليه على الباب تفوح منك رائحة عطرة .. قبليه و أنت تميلي برأسك للأمام تجاهه مظهرة فتحة الفستان الأمامية (الصدر)
ارفعي فستانك قليلا حين تجلسي ليظهر جزء ليس كبيرا من ساقيك
الرقص له مفعول السحر .. نعم ارقصي له .. سواء رقص شرقي أو عصري ..
لا تقولي لا أعرف الهدف ليس احتراف الرقص و لكنه الإغراء و لو رقصتي كخرتيت فسيتحقق المراد و لكن من الأفضل أن تتعلمي ( أليس كذلك ؟) و حتى ذلك الحين ارقصي حبيبتي
و أرجوكي أرجوكي أرجوكي تعلمي الرقص
العدسات اللاصقة
فعلا ملفتة و جذابة و تجعلك أكثر جاذبية خاصية إن احسنت اختيار الألوان ، و لا تخافي من الألوان الفاتحة و القوية ، كذلك لا تخافي من أثرها السيء علي عينيك طالما أنك ستلبسيها وقت محدود و لاتنسي تنظيفها و تنظيف عينيك جيدا(ملحوظة: اللون الاخضر الفاتح غالبا ما يليق علي أغلب القوقازيين و يؤدي غرضنا بقوة)
الملابس المفتوحة
ليست الأكثر إغراءا دائما ، بل غالبا ما يكون المغلق المفتوح أشد جاذبية ، فكثيرا من الرجال يثيرهم الأناقة أكثر مما تثيرهم الملابس الداخلية (اللانجيري).
(تجربة: البسي الروب الطويل الحرير المغلق وحده.. أو الفستان ذا الأكمام الطويل و لكن له فتحات يظهرن جمالك ..)
الملابس الجلدية
لا يختلف أحد علي أنها مثيرة و جذابة خاصة التنورة القصيرة الضيقة و الحذاء (البووت)و البلوزات الضيقة المفتوحة سواء من الامام أو الخلف أو الاثنين معاالبسي ملابسه
ستلاحظين أثر ذلك عليك و عليه .. البسي مثلا قميص البدلة فقط .. جربي و سترين .. و لا تنسي كلمات مثل (رائحتك فيه ..كم أحبه .. و أحبك )
العطر
لا تستخدميه فقط علي رقبتك و خلف أذنيك و لكن قطرات في ظهرك و خاصة آخر الظهر .. أخرى عند الجيب (فتحة الفستان) .. و لا تسرفي في استخدامه حتى لا يحدث أثرا عكسيايوم بلدي و يوم كلاسيك
الفكرة باختصار أن يعايش زوجك معك امرأة جديدة بكل ما في الكلمة من معنى - الراقصة البلدي و المرأة البيئة و الأميرة الخواجاية وغيرهم على أن تجعلي ذلك في كل شيء مثل :
المكياج : فمثلا في اليوم البلدي سيكون ملمع الشفاه أحمر شديد الحمرة وظلال الجفون ثقيلة بعض الشئ الملابس تشمل بدلة الرقص و حزام الرقص(قماش أو معدني) و الاكسسوارات عليها أيضا أن تكون مناسبة لليوم من حيث الضخامة و الرقة و الألوان و الأنواع طبعا
طريقة الحديث يمكنها أن تكون معبرة و لكن باعتدال لا يخدش رقتك و شخصيتك الأصلية .
حبيبتي اجعلي ذلك قدر استطاعتك و الأمثل أن يكون اسبوعيا و ليس في يوم محدد
أثناء إعداد الطعام
عليك أن تكوني في كامل إغرائك فإن ذلك أحرى أن يشعل لهيب الجاذبية و الشوق في قلبهوقت غير مناسب
هو بالضبط الوقت المناسب لملابس و حركات مغرية .. أتعلمين لماذا ؟
لأن الهدف ليس دائما إقامة علاقة جنسية و لكنه أن
1- تشعريه بالاهتمام الدائم
2- تبعدي الملل عن كليكما
3- تعفيه من كل المغريات
4- تكوني مثيرة و جذابة دائما بنظره
5- تزيدي الشهوة و العلاقة الحميمية إثارة
لاحظي إعجابه
سواء في الكلمات أو النظرات لتعرفي أكثر ما يفضله و يثيره ، لا لن نكرره كما هو و لكننا سنستخدم ذلك في أوقات خاصة مع التجديد مهم جدا
1- لا تنسي أن تغيري ملابسك فتلبسي ملابس مريحة و قطنية قبل أن تستغرقي في النوم حتى لا تستيقظي مرهقة مشدودة الأعصاب
2- أنت أدري بالملابس التي تظهر مفاتنك و تخفي الأقل جمالا فاختاري ما يناسبك أنت
3- أبقي طقمين جديدين عندك لا تلبسيهما أمامه ليراهما لأول مرة في وقت مهم بالنسبة لك سواء من ملابس غرفة النوم أو غيرها
4- استخدمي فستان زفافك و فستان العقد و الخطوبة لإثارة الذكريات الطيبة بينكما
5- داوما علي اقتناص الفرص للاستحمام معا
في غرفتكما
اسأليه ما أكثر شيء أعجبه اليوم - غالبا سيكون شيئا لا تتوقعيه .. عبري عن حبك .. جربا معا..... ..و لكن ذلك موضوع آخر
حبيبتي نرجو منك أن ترسلي أي أسئلة مهما كانت محرجة .. سنجيب عنها علنا إن أمكن و شخصيا إذا كانت خاصة جدا ..طبعا تعلمين أن الهوية ستكون سرية ..لا تترددي في دفع حياتك نحو الأفضل و لا تستحي إلا مما يغضب المولى عز و جل ... و لا تنسوا النية .. اللهم إنا نسألك أن نغلب الشيطان كل ليلة .
أسعد الله دنياكم و آخرتكم
حقوق المبادرة لمدونة النداء .
الثلاثاء، ١٤ فبراير ٢٠١٢
أبناؤنا وقيم النهضة.. للتفوق قواعد جديدة
إن التغيير الحقيقي الذي نتمناه لهذا الوطن، هو نجاحنا ببناء منظومة قيم حقيقية متميزة يلتزم بها كل مواطن، ويعيشها كمناخ عام في وطنه، وجل هذه القيم نكتسبه في طفولتنا وخاصةً خلال فترات الدراسة والمدرسة.. ونحن على أبوابها فإن التفوق يطل برأسه في ثوبه القديم محاطًا بالشهادات والدرجات ونريد أن نلبس عباءته الحقيقية وننغمس في محاوره التي لا يتم التفوق إلا بها وهي:
تحمل المسئولية
للأسف الصورة الأشهر في بيوتنا للطالب المتفوق هي طالب تجلس أمه وأحيانًا كثيرة أبوه فوق رأسه يوميًّا للمذاكرة معه، ومراجعة ما تعلم ومراجعة واجباته حرفًا حرفًا، ثم نجدها تراجع معه حتى لجنة الثانوية العامة وتنتظره بقلب واجف أمام الباب!!.
وأطرف تعليق قد تسمعه حين تلومه على خطأ ارتكبه في الإجابة "أنت لم تراجعيه معي قبل الامتحان"!! وهي كذلك تعد له حقيبته بجدول الغد، وهو نائم وأحيانًا تكمل له واجباته، أو مشروعه العلمي!!! ولئن كان ذلك مقبولاً في بداية دراسته تمامًا وهو بعد في الرابعة أو الخامسة من عمره على الأكثر؛ حتى يستوعب منظومة الدراسة وكيفية الكتابة والأداء المدرسي، فإننا إن استمررنا معه بهذه الطريقة فغالبًا ما تنتج طفلاً ثم فردًا لا يتحمل المسئولية أو على الأقل لن يتحملها كاملة في أغلب حياته.
لذا علينا أن نوجه أبناءنا خلال دراستهم بطريقة المتابعة لا المشاركة... والمتابعة تقتضي توضيح المطلوب والمتوقع منه كطالب متفوق ومجتهد في بداية العام الدراسي ثم بشكل محدد في نقاط يوميًّا للصغار (على سبيل المثال: أنهي الواجبات أولاً ثم اقرأ دروسك، ثم تعال لنكتشف ما يمكننا تعلمه معًا بعدها.. لا تنس تجهيز حقيبتك) ثم إلقاء نظرة كل حين وآخر خلال اليوم للتأكد أن الأمور تسير بشكل جيد.
أحيانًا سيتوجب على الأهل أن يتركوا صغيرهم يواجه عقوبته في المدرسة؛ نظرًا لعدم إتمامه واجباته ولا يتداركوا له تقصيره؛ لأن ذلك درس يجب أن يتعلمه الآن لا غدًا.. إن تحمل العواقب من أهم دروس تحمل المسئولية.
طبعًا يجب تنبيهه إلى هذه العاقبة في الوقت الذي يمكنه فيه التدارك أولاً وتحذيره من أن أحدًا ما لن يؤدي عنه مسئولياته وأنه سيواجه عاقبة تقصيره وحده ثم ندعه يخوض تجربة؛ ولكن لتكن مراقبة بغير إهمال منا ولا يأس؛ ولتكن كذلك بتقديم المساعدات البسيطة غير المباشرة في البداية مثل: الطلب إلى أخيه الأكبر في الخفاء أن يساعده لدقائق.
كذلك لا يمكننا أن نترك الأبناء يعتمدون علينا في أمور مثل الاستيقاظ وتحضير الفطور وتجهيز الملابس بشكل كامل؛ بل يجب أن يعتادوا ضبط منبهاتهم والتأكد من إعداد ملابسهم قبل النوم ثم المساعدة في تحضير الطعام البسيط صباحًا.. كل تلك الأمور البسيطة ستغير الكثير في شخصية أبنائنا بغير أن نشعر.
ولا ننسى أن الأهم من تحميله المسئوليات هو إشعاره بثقتنا في أنه سيكون أهلاً لها.
التعلم.. المنحة الحقيقية
سيصعب عليه كثيرًا تعلم وفهم الجديد وحده؛ ولكن يجب ألا تكون مساعدتنا له كما كانت سابقًا عن طريق إجلاسه أمامنا، وشرح الأمر عدة مرات آخرها قد يكون بالعصبية وأحيانًا بالصراخ؛ ولكن يجب أن يكون بإثارة التساؤلات العلمية وفتح أبواب له للتعلم مثل فتح صفحات على الإنترنت ليقرأها أو مجلات علمية أو قاموس أو سؤاله العديد من الأسئلة ليستنتج منها وليعمل عقله أو بأن يقرأ درسه ويشرح كل ما فهم من الكلمات كما من الصور وقد يكون بالرسم، أو بتجربة ملموسة أو فيلم علمي أو قصة تاريخية..
إن هذه الأمور على قدر بساطة طرحها إلا أنها تحمل في طياتها مفهوم التعلم الصحيح المطلوب أن يصل لأبنائنا؛ ولكي يصل فعلينا أن نتذكر أننا نريدهم أن يظلوا محبين للعلم والقراءة طوال حياتهم لا خلال الدراسة فقط، وأن يتميزوا ويخرج منهم ابن سينا وابن حيان والخوارزمي وزويل والعقاد خاصةً حال دفعنا لهم لتحقيق تفوق وقتي على حساب التعلم الحقيقي وحب العلم والاستمتاع به.
الاستمتاع
إن استمتاع أبنائنا بالتعلم نستطيع زرعه فيهم قبل أن يتموا عامهم الثاني باستغلال فضولهم واكتشاف كل شيء معهم من جديد ببساطة وفضول.. بدايةً من الماء وورق الشجر وتعلم الأسماء كلها بمرح إلى الكتب الملونة والكلمات التي لا يستطيعون قراءتها بعد.. يمكننا أن نمسك كتابًا به صور وكلمات يوميًّا ونحكي لمدة دقائق خلال اليوم وقبل النوم.. إن ذلك سيكون بذرة حب القراءة عند الطفل، وعادة القراءة قبل النوم للأكبر سنًا سنلصق وريقات عليها أسماء الأشياء، ونستخدم السبورة.. ثم قراءة عناوين الكتب الكبيرة ثم الجرائد والمجلات العلمية والترفيهية للأطفال...
علينا أن نفعل ذلك خلال الدراسة كذلك، ويمكننا أن نوفق توافق الوسائل مع ما يدرس.. كما يجب علينا أن نتوقف عن إشعار أبنائنا بالإلزام الدائم تجاه الدراسة؛ بل لنجعلها اختيارًا للتعلم والتفوق عن طريق التحفيز والمكافآت وتنظيم الوقت بينها وبين أنشطة أخرى.
التوازن
أيهما المتفوق فعلاً؟.. الذي جلس إلى دراسته واجتهد فيها، ولم يكن له نشاطات أخرى حتى كان الأول على زملائه وحقق تفوقه!! أم ذلك الذي تفوق بقدر لا بأس به ومارس الرياضة بشكل فعال كما جرب هواية مسلية، وكان له نشاط خيري بسيط مع أخيه، أو أختها الكبرى، أو علاقات اجتماعية سوية متميزة؟؟
فإن كان الخامس أو حتى السابع في ترتيبه دراسيًّا بين أقرانه فإنه لا شك أقرب إلى النجاح شخصيًّا وفي الحياة وقد تعلم الموازنة بين أمور الحياة، ومتطلباتها المتعددة أما الأول فيمثل- إن لم يتغير- نموذجًا للكثيرين الذين لا ينجحون إلا في جانب واحد في الحياة على حساب الجوانب الأخرى.
المطلوب أن نعلم أبناءنا التوازن والتفوق في تحقيقه عن طريق مساعدتهم في تبني جوانب متعددة للحياة خلال الدراسة، والتخلي عن فكرة الشتاء للدراسة والصيف لما عاداها!!
المقارنة
يجب أن نفخر بأبنائنا حين يتفوقون بمقارنتهم بما كانوا هم أنفسهم عليه لا بزملائهم أو أقاربهم.. ذلك أن المقارنة بالآخرين ظالمة لاختلاف القدرات كما هو معلوم.. أما أن يعتاد الطفل أن يرتقي بقدراته هو دائمًا وأن ذلك هو مقياس تفوقه الحقيقي فإن ذلك يدفعه دومًا للارتقاء والتميز، ما يعزز عدم تركيزه مع الآخرين سواء ميزاتهم أو عيوبهم، وإنما صب كل اهتمامه على واجباته وأهدافه فحين يجد نفسه بين أفراد غير متميزين لن يدفعه ذلك للكسل.. يمكننا استخدام جمل على غرار "إن من قدراتك أن تفعل كذا لذا لا تقبل بأقل من ذلك".. "لن أسعد أن تكون الأول في مدرستك إن كان مجموعك 90 وأنت تستطيع الحصول على 91، لن يهمني ترتيبك وقتها".
يمكنه أن يتعلم ذلك من خلال وضعنا معه أهدافًا دائمة يسعى للوصول والارتقاء إليها بوسائل متعددة.. كما يجب أن نعلمه أن التفوق في الشهادة المدرسية ليس الهدف، ولكن الارتقاء الدائم ودوام تنميته لقدراته ومعلوماته هو التفوق الحقيقي.
الأولويات
"هل تريد اللعب قبل إنهاء واجبك؟".
"نعم".
"هل يمكنك أن تقبل منك المعلمة الواجب بعد الغد؟".
"لا.. ستعاقبني".
"هل يمكنك أن تلعب غدًا؟".
"نعم ولكني أريد أن ألعب الآن".
"ماذا لو قررت والدتك ألا تصنع الطعام إلا بعد أن تشاهد التلفاز؟".
" هههه.. لا يمكنها ذلك.. كيف سنأكل؟".
"ستأكل متأخرًا..".
"مممم".
"ما الذي يمكنك أن تخسره لو لم تستطع إنهاء واجبك قبل موعد النوم لأن اللعب أنساك الوقت؟".
"مممممممم".
" ماذا لو أنهيت واجبك ثم بدأت اللعب ما الذي سيفوتك؟".
إن نهاية الحوار ستنتهي إلى ما ينتهي إليه جملة لن تلعب حتى تنهي واجباتك ولكنها ببساطة شديدة ستعلم الطفل أن يفكر في الأهم والمهم وترتيب وقته وأولوياته بشكل أولي.
إن تعليمه المهم وغير المهم والعاجل وغير العاجل بوسيلة بسيطة مثل:
* أن نطلب منه ترتيب عدة أوراق مجهزة مسبقًا مكتوب عليها عدة أعمال، ثم نطلب منه ترتيبها معنا وسؤاله ومناقشته في أسباب الترتيب وفكرة المهم والعاجل فيها.
* استخدام القصص بسردها بشكل خاطئ الترتيب ما لن يصبح معه الأمر منطقيًّا ومضحكًا ثم مناقشة سبب ضحكه واعتراضه.
* ترتيب أحجار ورمال مختلفة الحجم في إناء (إن لم توضع الأحجار الكبيرة أولاً يليها الأصغر فيما بينها فالأصغر ثم الحصي ثم الرمال أخيرًا فلن تكفي أبدًا).
مهمة صعبة
هذه حقيقة.. إن ترسيخ القيم والتربية عليها لم يكن أبدًا بالمهمة السهلة ولا هي ببساطة الكلمات التي نقلت بها؛ ولكن متى كانت تبنى الحضارات بغير جهد شديد وصبر ووقت وتركيز.. مهما بذلنا في السياسة والاقتصاد، وغيره فلن يثمر بغير أن نبذل في الأفراد الذين سيشيدونها جميعًا.. فلنستعن بالله ولنزرع بذرة هذه النهضة في بيوتنا حتى تطرح شجرة وارفة الظلال.
بقلم: أسماء صقر
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)